معنى البيت: من كانت صناعته وطلبته مثل
طلبتي وطلبتك في هذا الموضع مات هزلا؛ لأنهما كانا بواد لا نبات به ولا صيد.
وموضع كلانا رفع بما عاد من جملة الكلام، وموضع من رفع بما في يحترث، ويحترث جزم بمن
على معنى الجزاء، والحرث منصوب بيحترث، ويهزل جواب الجزاء. فهذه الأبيات الأربعة رواها
بعض الرواة في قصيدة امرئ القيس، وزعم الأصمعي وأبو عبيدة وغيرهما إنها ليست منها.
(وقد أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُناتِها ... بمُنْجرِدٍ قَيْدِ الأَوَابدِ هَيْكَلِ)
ويروى: (والطير في وكراتها). وقوله: (وقد اغتدى) معناه وقد أغدو. وقوله: (في وكناتها) معناه في
مواضعها التي تبيت فيها. وقال يعقوب: الوكنات في الجبال كالتماريد في السها، الواحدة وكنة. وهي
الوقنات ايضا، الواحدة وقنة. وقد وقن يقن. وقال الأصمعي: إذا أوى الطير إلى وكره قيل قد وكر
يكر، ووكن يكن. ويقال: جاءنا والطير وكور ما خرجن، ووكون ما خرجن. والمنجرد: القصير
الشعرة، وذلك من العتق. وقال بعض البصريين: من رواه في وكراتها قال: هو جمع الجمع، وذلك
أن الواحد وكر، والوكر جمع الوكر، والوكرات جمع الوكر. وقوله (قيد الأوابد) معناه إذا أرسل على
الأوابد قيدها، أي صار لها قيدا. والأوابد: الوحوش، وكذلك أوابد الشِّعر. ويقال: تأبد الموضع، إذا
توحش. والهيكل: العظيم من الخيل ومن الشجر، ومن ثمة سمى بيت النصارى هيكلا. وقال أبو
عبيدة: يقال قيد الأوابد، وقيد الرهان، وهو الذي كأن طريدته له في قيد إذا طلبها. وأول من قيدها
امرؤ القيس. قال: الأجرد: القصير