والنجوم اسم كأن، وخبر كأن علقت، وفي وإلى والباء صلات لعلقت.
وروى بعض الرواة هاهنا أربعة أبيات، وذكر إنها من هذه القصيدة خالفه فيها سائر الرواة، وزعموا
إنها لتأبط شرا. والبيت الأول منها:
(وقِرْبَةِ أَقوامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَا ... عَلَى كاهلٍ مِنِّى ذَلولِ مُرحَّلِ)
عصام القربة: الحبل الذي تحمل به ويضعه الرجل على عاتقه وعلى صدره. والكاهل: موصل
العنق إلى الظهر. وقوله (ذلول مرحل) معناه قد اعتدلت ذلك. يصف نفسه بأنه يخدم أصحابه، يترجل
بذلك.
والقرية مخفوضة بالواو التي تخلف رب، وهي مضافة إلى الأقدام، والعصام منصوب بجعلت،
وعلى صلة جعلت وهي خافضة للكاهل، والذلول والمرحل نعتان للكاهل.
(ووادِ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْر قَطَعتُهُ ... به الذِّئبُ يَعْوِي كالخَليعِ المُعيَّلِ)
قال أبو بكر: قوله (كالخليع) فيه قولان: أحدهما أن جوف العير لا ينتفع منه بشيء، يعنى العير
الوحشي. ويروى: (وخرق كجوف العير) فالخرق: الذي يتخرق في الفلاة. وقال هشام بن محمد
الكلبي: العير هاهنا: رجل من العمالقة كان له بنون وواد خصب، وكان حسن الطريقة، فسافلا بنوه
في بعض أسفارهم فأصابتهم صاعقة فأحرقتهم، فكفر بالله سبحانه وتعالى وقال: لا أعبد ربا أحرق
بنيَّ! وأخذ في عبادة الأصنام، فسلط الله عز وجل على ذلك الوادي ناراً - والوادي