(فَيَالَكَ مِنْ لَيلٍ كأَنَّ نُجومَهُ ... بكلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بيَذْبُلِ)
ويروى: (كان نجومه بأمراس كتان إلى صم جندل).
قال أبو بكر: لم يرو هذا البيت الأصمعي ورواه يعقوب وغيره. وقال يعقوب: معناه كأن نجومه
شدت بيذبل، وهو الجبل. والمغار: الحبل الشديد الفتل. يقال: أغرت الحبل، إذا شددت فتله. ومن ليل
معناه التفسير للتعجب، والنجوم اسم كأن، وخبر كأن شدت، والباء صلة شدت، وهي خافضة ليذبل.
(كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقتْ في مَصَامِهِا ... بأَمراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ)
ويروى: (كأن نجوما علقت في مصامها). والامراس: الحبال. والجندل: الحجارة. وفيه تفسيران: أما
أحدهما فإنه شبه تحجيل الفرس في بياضه بنجوم علقت في مقام الفرس وهو مصامه، علقت بحبال
كتان إلى صم جندل، يعنى الحجارة شبه حوافره بالحجارة. فهذا تفسير من يرويه مؤخرا بعد صفة
الفرس. وعلى التفسير الثاني يصف الليل يقول: كأن النجوم مشدودة بحبال إلى حجارة فليست
تمضى. والمصام: مقام الفرس. وقال يعقوب: مصامها، معناه في موضعها. وأنشد للشماخ:
متَى ما يُسفْ خيَشومهُ فوقَ تلعة ... مَصامةَ أعيار من الصَّيف ينشِجِ
أي مقامهن. والصائم: القائم. ويقال: صام الماء، إذا سكن. (بأمراس) المرسة: الحبل، يقال مرسة
ومرس، وفي الجمع أمراس. وقال يعقوب: معنى قوله (إلى صم جندل) إلى جبال صم. يقول: كأن
لها أواخي في الأرض تحبسها.