(ومُقَسِّمٌ يُعطِى العَشيرةَ حَقَّها ... ومُغَذْمِرٌ لحُقوقها هَضَّامُها)
مقسم، معناه يعطى ويقسم. ورواه الأصمعي: (يعطى العشيرة حقها وحقيقها ومغذمر). حقها: ما يحق
عليه أن يحميه. و (مغذمر) هو من الغذامير، وهو أن يرمى الكلام بعضه على بعض ويستخف به
ولا يصلحه ولا يتنوق فيه. قال الراعي:
فأبصرتُهم حتى تعرَّض دونهم ... نُشوزٌ وحادٍ ذو غَذاميرَ صَيدحُ
يقول: يرمى ببعض الكلام على بعض ويستخف به. فقال: هذا يفعل بحقوق عشيرته وتركها للناس
وحطم بعضها على بعض، ما يفعل هذا بالكلام، أي يستخف بالحقوق؛ ويجيز عشيرته ذاك. وقوله
(هضامها): كسارها. يقال: أهضم له من حقك، أي اكسر له. ومن ثمة قيل رجل هضوم الشتاء، أي
يكسر ما له في الشتاء. ومنه هضيم الحشا. ويقال كشح أهضم.
ويقال: في الأرض هضوم، إذا كانت مطمأنات. ومنه قصب مهضم. ومنه ما تهضمه المعدة. ويقال
للجوارش هاضوم. وقال أبو جعفر: المعنى إنه يعطى عشيرته حقها الواجب ثم يفرق بعد نصيبه
عليها فيهضمه لها، مثل قول عنترة:
يُخْبرْكِ مَن شهِد الوقيعةَ أنَّني ... أغشَى الوغَى وأعفُّ عند المَغْنَمِ
أي لا آخذ منه شيئا أفرقه على أصحابي. قال: ومغذمر، معناه ومغذمر حقه لها، أي لعشيرته. يقول:
أعطيها حقي بعد حقها. قال: والمغذمر: الذي يعطى الشيء ولا يلتفت إليه ولا يبالي به، كالذي يغذمر
في الكلام. وروى: (ومغثمر) بالثاء، ومعناه كمعنى المغذمر. يقال غثمر غثمرة، مثل غذمر غدمرة.
والمقسم نسق على لزاز عظيمكة، وكذلك المغذمر. والهضام نعت المغذمر. واللام صلة هضام.