أي يرفع نفسه أن تحل بيوته بمحلة الزمر، وهو الناقص المروة. يقال رجل زمر المروة، أي
ناقصها. وقوله (لم يفخر عليَّ كرامها) معناه لم يكن للكرام منهم عليّ فخر في شيء يسبقونني فيه،
لأني أنكرت ما فخر به الوفود من الباطل. ويقال بؤت بالأمر أبوء به بواء، وأبأت على فلان حقه
أبيئه إباءة.
ولم يفخر نسق على أنكرت، لأن المستقبل مع لم بتأويل الماضي.
(وجَزُورِ أَيسارٍ دعَوتُ لحتْفها ... بمَغَالقٍ مُتشابهٍ أعلامها)
الجزور: التي جزرت، أي نحرت. والجزرة بمنزلتها. و (الأيسار): الذين يضربون على الجزور
بالقداح، واحدهم ياسر ويسر. وقد يسر ييسر. والميسر - وهو القمار - من هذا مأخوذ. و (المغالق):
القداح التي تُغلق الرهن، واحدها مغلق ومغلاق، ويقال واحدها مغلق. ويروى (متشابه أجسامها)، أي
بعضها يشبه بعضا، وهي على قدر وحد؛ لأن القدح لو عظم شيئا لندر في اليد. ويقال واحد الأيسار
يسير. ويقال للذي لا يدخل في الميسر: برم، وجمعه أبرام. قال متمم بن نويرة:
ولا بَرَمٍ تُهدى النساءُ لعرِسِه ... إذا القَشْع من رِيح الشتاء تقعقعا
و (الأعلام): العلامات، واحدها علم.
والجزور خفض بالواو التي تخلف رب. والباء صلة دعوت، والهاء الأولى تعود على الجزور،
والثانية على المغالق.
(أَدعُو بهنَّ لِعاقرٍ أو مُطْفِلٍ ... بُذِلَتْ لجِيرانِ الجميعِ لحامُها)
أدعو بهن، معناه أدعو بهذه المغالق لأيسر بها على ناقة عاقر، أي لا تلد. وناقة