ما زلت يومَ البيت ألوِى صَلَبِي ... والرأسَ حتَّى إضْتُ مثل الأغلبِ
ويروى: (غلب تشازر). وتشازرهم: نظر بعضهم إلى بعض بمآخيرهم أعينهم. و (البدى): واد لبني
عامر. ويقال تشذر البعير: عقده عنقه وخطره.
وقوله (إضت) معناه صرت.
وغلب يختفض بالنعت لكثيرة، لأن المعنى وجماعة غلب.
(أَنكرتُ باطلَها وبؤْتُ بحقّها ... يوماً ولم يفخَرْ علىَّ كِرامُها)
ويروى: (وبؤت بحقها عندي). وقوله (وبؤت بحقها) معناه وانصرفت به. جاء في الحديث: (باء
طلحة بالجنة)، أي انصرف بها. وقال أبو عمرو: بؤت معناه اعترفت. قال الله عز وجل: (فباءوا
بغضَب على غَضَب) فمعناه احتملوا الغضب. قال الشاعر:
نصالحكم حتَّى تبوءوا بمثلها ... كصَرخة حُبلَى واجهتْها قبيلُها
أراد: قابلتها. وقال أبو عمرو: الهاء تعود على الخطة. وقال أبو جعفر: الهاء تعود على المرتبة.
وقال: معنى قوله (أنكرت باطلها): أنكرت فخر من فخر علىَّ بالباطل. وقال: معنى قوله (وبؤت
بحقها): ورجعت بحقها، أي بحقي، لأني فخرت بحق. وقال غيره: أصل الفخر الارتفاع والتعظم.
يقال دار فاخرة، أي مرتفعة عظيمة. وناقة فخور: عظيمة الضرع. قال القطامي:
وتراه يفخر أن تَحُلَّ بيوتُه ... بِمَحَلَّة الزَّمِرِ القصير عنانا