بها أفنُها وبها ذانُها
وقال الآخر:
بها أفنها وبها ذامُها
يقول: أن فلجت خرجت بفضل، وان فُلج عليّ بقى عليّ عار. وقال بعض أهل اللغة: إنما عنى
بقوله (وكثيرة غرباؤها) قبة النعمان. وجعلها كثيرة الغرباء لأنهم يفدون عليه من كل ناحية. قال:
وهذا يحقق مناضلة النعمان الربيع بن زياد العبسي يوم فاثور.
والغرباء يرتفعون بمعنى الكثرة، والهاء التي مع الغرباء تعود على القبة المنزولة.
(غُلْبٍ تَشَذَّرُ بالذُّحولِ كأَنّها ... جِنُّ البَدِيِّ رواسياً أَقدامُها)
قوله (غلب) معناه تلك الوفود كأنها فحول غلب. (تشذر بالذحول) معناه تقمطر وينتصب بعضهم
لبعض، يصف به القوم، بمنزلة تشذر الناقة، وهو عقدها ذنبها. وقوله (بالذحول) معناه للذحول، كما
يقال: قد تشذر لي فلان بالبغضاء، يريد للبغضاء. والغلب: الغلاظ الرقاب. قوله (رواسيا أقدامها)،
معناه ثابتة أقدامها. والجبل الراسي هو الثابت. يقال أرسيت الوتد، إذا أثبته. ويقال للأنجر: المرسى؛
لأنه تثبت به السفينة. وقال أبو جعفر: تشذر معناه يوعد بعضها بعضا كتشذر الفحولة بعضها لبعض:
ويقال: قد تشذر لي فلان، إذا أوعدني وتهددني. وقال بعض أهل اللغة: الأغلب: الجاسي العنق لا
يلتفت من شدته. قال: وهذه صفة الأسد. يقال قد غلب يغلب غلبا شديدا. قال العجاج: