أسهلت معناه نزلت من مرقبتي إلى السهل، فنصبت عنقها من نشاطها ومرحها، ولم يكسرها وقوف
يومي عليها - يعني الفرس - أي لم يضرها طول مقامها. وهذا مثل قول امرئ القيس:
فلما أجنَّ الشمسَ منى غُؤورُها ... نزلْتُ إليه قائماً بالحضيضِ
أي ثابتا. وقوله (منيفة) معناه نخلة طويلة مشرفة. ويقال ناقة نياف، إذا كانت طويلة مشرفة. ويقال
للسَّنام نوف؛ لإشرافه. ويقال أناف فلان على الشيء، إذا أشرف عليه. قال طرفة:
وأنافتْ بهوادٍ تُلُعٍ ... كجذوع شُضِبتُ عنها القُشُرْ
وقوله (يحصر) معناه تضيق صدورهم من هولها. والحصر: الضيق. يقال حُصِر، إذا دخل مدخلا
يمنعه من الخروج. ومنه قيل للسجن: حصير، لأنه محجوب عن أعين الناس. قال الشاعر:
بنى مالك جارَ الحصيرُ عليكمُ
ويقال: قد أحصر الرجل، إذا أصابه أمر منعه من المضي، من قول الله عز وجل: (فإنْ أحصِرتُم).
والحصر: احتباس البطن. والأسر: احتباس البول. و (الجُرام): الصُّرام. والجِرام: الصّرام. ومنه
قولهم: حول مجرَّم، أي قُطع فأمضى. (جرداء): انجرد كربها وليفها. وإنما يريد تضيق صدور
الجرام أن يرتفعوا. إليها لطولها.
ويحصر مرفوع في اللفظ بالياء وهو مخفوض في المعنى على النعت لمنيفة.
(رفَّعتُها طَرَدَ النَّعامِ وفَوقَهُ ... حَتَّى إذا سَخُنتْ وخَفَّ عِظامُها)