ولولا جَنانُ الليل أدركَ ركضُنا ... بذي الرِّمث والأرطَى عياضَ بنَ نَاشبِ

ويروى (ولولا جنون الليل). وربما عدوا الفعل مع سقوط الألف وعلى فقالوا: جنَّه الليل يجُنُّه

ويجِنّه. قال الشاعر:

يوصّل حبلَيه إذا الليلُ جَنَّه ... ليرقَى إلى جاراته بالسَّلالمِ

والاختيار إدخال على إذا سقطت الألف. قال الله عز وجل: (فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيلُ). و (عورات

الثغور): المواضع التي تأتي المخافة منها. يقال مدينة معورة، إذا كان فيها مكان يتخوف منه. وكل

مكان يتخوف منه فهو ثغر وفرج. قال الشاعر:

كنتَ المدافعَ عن أرومتنا ... والمستماحَ ومانعَ الثّغرِ

وقال بعض أهل اللغة: معنى البيت: ربأت أصحابي نهاري حتى إذا ألقت ناقتي يدها في الليل. يريد

حتى إذا جن عليَّ الليل. قال: ففي ألقت ضمير من الناقة. والذي عليه أكثر أهل العلم أن الإلقاء

للشمس، وإنه كنى عن غير مذكور، لبيان المعنى، كما قال طرفة:

على مثلها أمضى إذا قال صاحبي ... ألا ليتني أفديكَ منها وأفتدى

أراد: على مثل هذه الناقة أمضى إذا قال صاحبي ألا ليتني أفديك من هذه الفلاة. والعورات حكمها

أن تجمع بفتح الواو، كقولهم نخلة ونخَلات، فأسكنت الواو كراهة أن تحرك إلى الفتح وقبلها فتحة

فتصير الواو ألفا لانفتاح ما قبلها. ومن العرب من يفتح الواو فيقول عورة وعورات، وجوزة

وجوزات؛ والأولى أكثر.

(أَسهلْتُ وانتَصَبَتْ كجِذعِ مُنيفة ... جَرداءَ يَحصَرُ دُونَها جُرّامُها)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015