يقال: عجلت بنا وبكم حمة الفراق. قال الشاعر:
ألا يا لَقوم كلُّ ما حُمَّ واقعُ ... وللطَّير مَجرىً والجُنوب مَصارعُ
وقال الآخر:
أعززْ علىّ بأن أروِّع شبهها ... أو أن يذُقنَ على يديَّ حماميا
وقال أبو عبيدة: أجم وأحم واحد. وقال أبو عبيد: أحم هذا الأمر، وحَم وحُمَّ. وأما أجمَّ فليس فيه إلا
لغة واحدة.
واللام في قوله (لتذودهن) صلة لقوله (واعتكرت)، يريد: واعتكرت لكي تحبسهن. وأن منصوبة
بأيقنتْ.
(فتقَصَّدَتْ منها كَسَابِ فَضُرِّجَتْ ... بدَمٍ وغُودرَ في المَكَرِّ سُحَامُها)
فتقصدت منها كساب، معناه قصدت البقرة التي يقال لها كساب فضرجتها بالدم، أي لطختها. قال
الشاعر:
كليبٌ لعمرِي كان أكثرَ ناصراً ... وأيسَرَ جُرماً منك ضُرّجَ بالدمِ
ويقال: تقصدت معناه قصدت نحو البقرة من الكلاب كلبة يقال لها كساب. يقال قصد فلان فلانا، إذا
تعمده. وأقصد فلان فلانا، إذا قتله. ومنه قولهم: أقصدت المنية فلانا: قتلته. قال الشاعر:
فإن تكن المنيَّة أقصدتْه ... وحُمَّ عليه بالتَّلَف القضاءُ
وقال الآخر:
خَودٌ إذا كثُر الكلامُ تعوَّذَت ... بحِمَى الكلام وإن تَكَلَّم تَقْصِدِ
وقوله (غودر) معناه ترك. وسمى الغدير غديرا لأن السيل غادره. يقال غادرت الشيء وأغدرته، إذا
تركته. أنشدنا أبو العباس عن ابن الاعرابي، لابي محمد الفقعسي: