الناسَ جميعا) بمعنى: أفلم ييأسوا من ذلك علما منهم بأن لو يشاء الله تعالى لفعل ذلك. فأضمر

العلم.

ومعنى بيت لبيد: لما يئس الرماة أن تبلغها سهامهم أرسلوا غضفا، أي كلابا مسترخية الآذان،

واحدها أغضف. ويقال الغضف: إدبار الأذن إلى الرأس وانكسار طرفها إلى الرأس. والكلاب كلها

غضف. يقال غضفت أذنه تغضف غضفا، وقد غضفها يغضفها غضفا. ويقال للحية إذا تطوى: قد

تغضف. ويقال قد تغضف البئر على من فيها فقتلتهم. وقال بعض أهل اللغة: إذا كان الاسترخاء في

الأذن خلقة فهو غضف؛ فإن أرخاهما ولم يكن ذلك خلقة فهو غاضف. و (الدواجن): المعودة للصيد.

وقوله (قافلا أعصامها) معناه يابسة قلائدها التي في أعناقها. وإنما جعلها كأنها ربط القرب. وعصام

القربة: ما شدت به. ويقال قفل جلده يقفل قفولا وقفلا، إذا يبس.

وجواب حتى إذا (أرسلوا)، والواو مقحمة، كما قال تعالى: (حتَّى إذا جاءوها وفُتحتْ أبوابُها)، أراد:

فتحت أبوابها، فأقحم الواو.

وقال بعض النحويين: أرسلوا نسق على يئس، والجواب محذوف، أراد: حتى إذا يئس الرماة

وأرسلوا ظفروا ولحقوا؛ فحذف الجواب لمعرفة المخاطبين به.

وقال بعض النحويين: واحد الأعصام عصام، وقال: هو جمع على غير قياس. وقال غيره: واحد

الأعصام عصم. وقال: هو في الجمع بمنزلة قولك قُفل وأقفال، وبرد وأبراد.

(فَلَحِقْنَ واعتَكَرتْ لها مَدْرِيَّةٌ ... كالسَّمْهَريَّةِ حَدُّها وتَمامُها)

فلحقن، معناه فلحقت الكلاب هذه البقرة فرجعت البقرة عليهن تطعنهن. قوله (اعتكرت) معناه

رجعت. يقال فلان عكار في الحرب، أي عطاف. (مدرية) يعنى البقرة لها مدرى، أي قرن.

و (السمهرية): القناة الشديدة. يقال اسمهر الأمر، إذا اشتد. واسمهرت ليلته. وكل شديد مسمهر. قال

الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015