أي على سجستان وخراسان. وكان على عهد الحجاج يقول: (استعملتك على الفرجين والمصرين،
وعمان والبحرين).
يريد: هي تحسب أن خلفها مخافة وأمامها كذلك. قوله (مولى) معناه أولى بالمخافة، وولى المخافة.
قال الله عز وجل: (النّارُ هي مَولاَكم) أراد هي أولى بكم. وقال سبحانه وتعالى: (وأنَّ الكافرين لا
مولَى لهم).
وكلا في موضع رفع بما عاد من الهاء التي في قوله (أنه) في قول الكسائي. وقال الفراء: موضع
كلا رفع بموضع تحسب، لأنه عاد بذكر كلا، وذكرها الهاء التي مع أن. ومثله من مسائل النحو: عبد
الله ظننت إنه قائم، قال الكسائي: عبد الله يرتفع بما عاد من الهاء، لأن أن كالصلة للظن، وتقديره
عبد الله ظننته قائما. وقال الفراء: عبد الله رفع بموضع ظننت، لعودته بذكر عبد الله، ولأن أن لا
يعرب ما بعدها ما قبلها. ومولى المخافة مرتفع لأنه خبر أن، وخلفها وأمامها يرتفعان بالترجمة عن
الفرجين، معناه هما خلفها وأمامها. قال ذو الرمة:
وصحراءَ يَحمى خلفُها ما وراءها ... ولا يَخْتطيها الدَّهرَ إلاَّ مُخاطِرُ
ويروى: (فعدت) بعين غير معجمة، على إنه فعلت من العدو.
(حَتَّى إذا يئسَ الرُّماةُ وأَرسلُوا ... غُضْفاً دَواجنَ قافلاً أَعصامُها)
معناه: حتى إذا يئس الرماة من البقرة أن تنالها نبلهم. وقال أبو عبيدة وقطرب: يكون يئس بمعنى
علم، واحتجا بقول الله عز وجل: (أفلم يَيْأس الذين آمنوا أن لو يشاءُ اللهُ لهدَى النَّاسَ جميعا)، وقالا:
معناه أفلم يعلم الذين آمنوا. واحتجا