وقال أبو عمرو: (كجمانة) أراد اللؤلؤة، فشبه البقرة بها في بياضها. وقال غيره: سل نظامها، لأنها
إذا سقطت من الخيط كان أضوأ لها. ومعنى البيت أن هذه البقرة كلما تحركت في الليل اشرق لونها،
فهي كالدرة التي انقطع سلكها فسقطت. فجعل الدرة هاهنا جمانا. ويقال الجمانة تتخذ من الفضة على
هيئة اللؤلؤ.
ومنيرة نصب على الحال مما في يضيء، والكاف منصوبة لمنيرة على النعت.
(حتّى إذا حَسَر الظَّلامُ وأَسفَرَتْ ... بكَرَتْ تَزِلُّ عن الثَّرَى أَزلامُها)
حسر الظلام: ذهب. وأسفرت: صارت في سفر الصبح. وسفره: بياضه وإضاءته. والثرى: التراب
المبتل. يقال: لا توبس الثرى بيني وبينك، أي لا تذهب ما بيننا من المودة. قال جرير:
فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى ... فإنّ الذي بيني وبينكمُ مُثرِي
فيقول: أصبحت قوائمها من خفتها لا تثبت على الأرض من الطين. وأزلامها: قوائمها التي كأنها
قداح. وهذا مثل. والأزلام: القداح والسهام، واحدها زُلم وزَلم. قال الشاعر:
بات يقاسيها غُلامٌ كالزَّلَمْ ... مُهفهَفُ الجنبين خَفَّاقُ القدمْ
وقال:
تعدو إذا حُرِّك مجدافُها ... عَدْوَ رَباعٍ مفردٍ كالزَّلَمْ
والأزلام مرتفعة ببكرت، وتزل في موضع نصب في التأويل على الحال، والتقدير: بكرت زالة عن
الثرى.