والمعنى: إنها متنحية عن معظم الشجر، متنحية عن الطريق لتأمن.
وتجتاف موضعه نصب في التأويل على معنى باتت مجتافة أصلا. والباء صلة تجتاف.
(يَعلُو طريقةَ مَتْنها مُتواترٌ ... في ليلةٍ كفَرَ النُّجومَ غَمامُها)
معناه: يعلو طريقة متن هذه البقرة متواتر، أي مطر متتابع. وقال أبو عمرو: طريقة المتن: ما بين
الحارك إلى الكفل. وقال الأصمعي: المتواتر أن يجيء شيء ثم يكون هنيهة ثم يجيء شيء آخر.
يقال: تواترت الإبل والقطا تتواتر تواترا. ويقال واتر فلان كتبه، إذا قطعها. قال الله عز وجل: (ثمَّ
أرسلنا رسلَنا تَتْرى) فمعناه منقطعة، بيك كل رسولين برهة من الزمان. وقال أبو هريرة رضي الله
سبحانه عنه: (لا بأس بقضاء رمضان متواترا)، يريد: متقطعا. وقال سديف:
حضرُّ الشر يا أمية فأنعَىْ ... عيشَ دنياكِ وائذني بالشَّتاتِ
أنعيمٌ أزمان جَوْرِكِ تترى ... ونعيم أزماننا هيهاتِ
وقوله (كفر النجوم) معناه غطاها. يقال كفرت المتاع في الوعاء، إذا غطيته. ويقال: قد كفر على
درعه بثوب، إذا ستره. وسمي الكافر كافراً لأنه يغطى نعم الله سبحانه وتقدس وتوحيده. ويقال لليل
كافر؛ لأنه يستر الأشياء بظلمته. قال الراجز:
فوردَتْ قبل انبلاج الفجرِ ... وابنُ ذكاءَ كامنٌ في كَفْرِ
يريد في ستر. والكافور من الطلع من هذا مأخوذ، وجمعه كوافير. وقوله الله تبارك وتعالى: (أعجبَ
الكفَّارَ نباتُه)، معناه أعجب الزراع، وواحد هم كافر. وإنما قيل للزراع كافر لأنه إذا ألقى البذر في
الأرض غطاه بالتراب. ويقال في قوله (يعلو طريفة متنها): هي اللحمتان عن يمين الصلب ويساره؛
وهي السليلة ايضا. ويقال الطريقة الجدة. والجدة: الخطة، وجمعها جدد. قال الله عز وجل: