من الوحش وأقامت على ولدها ترعى قربه وتلفت إلى البقر، فإذا رأتها طابت نفسها وعلمت أن الصوار لم يفتها. و (الهادية): التي تهدى الصوار، أي تكون في أوله. والهوادي: الأوائل من كل شيء، من الخيل والإبل والحمر.
ويقال: جاءت الحمر يهدى بها فحلها. ومنه قيل للأعناق، أي هي أوائل. و (الصوار): القطيع من
البقر. ويقال قد صار الشيء يصوره. إذا قطعه؛ وصاره يصوره ويصيره، إذا أماله وإذا جمعه. أنشد
الفراء:
وفرعٍ يَصِير الجيدَ وَحفٍ كأنه ... على اللِّيت قنوانُ الكرومِ الدوالِح
أراد: يجمع. قال الله عز وجل: (فصُرهُنّ إليكَ) أراد: فضمهن إليك واجمعهن. وقال الشاعر:
مأوى يتامَى يصُور الحيَّ جفنتُه ... ولا يَظَلُّ لديه اللحم موشوما
وأنشد الفراء:
تغرّب أبائي فهلاّ صراهمُ ... من الموت أن لم يذهبوا وجُدودي
ويقال صُوَار وصوِار وصيار، والجمع أصورة وصيران. وقوله (قوامها) معناه تهتدى بأول
الصوار. يقال: هذا قوام الأمر وقيامه، أي به يقوم الأمر.
وتلك ترتفع بإضمار: شبيهة ناقتى، والوحشية نسف على تلك.
(خَنْساءُ ضيَّعتِ الفَريرَ فلم يَرِمْ ... عُرْضَ الشَّقائِق طَوفُها وبُغامُها)
خنساء: بقرة. والخنس: تأخر الأنف في الوجه وقصره أن يسبغ إلى الشفة.