عز من قائل: (فستعلمون كيف نَذِير)، أراد: إنذاري.

قال الفراء: وكل قد ذهب مذهبا، وقول الكسائي أشبه بمذهب العرب.

(فتوسَّطَا عُرْضَ السرِيِّ وصَدَّعا ... مَسْجُورةً مُتجاوِراً قُلاَّمُها)

العرض: الناحية. والسرى: النهر. وصدعا معناه شققا النبت الذي على الماء ومسجورة: عين مملوة.

قال النمر:

إذا شاءَ طالَعَ مسجورةً ... تَرَى حولها النبعَ والساسَما

وقال الله عز وجل: (والبحرِ المسجور) فمعناه المملو، وهو حرف من الأضداد. ويكون المسجور

المملو، ويكون المسجور الفارغ. وقول النمر (إذا شاء طالع مسجورة) معناه إذا شاء الوعل طالع عينا

مملوة. ومعنى طالعها أتاها. يقال: فلان لا يزال يطالع. وقال أبو عمرو الشيباني: يقال قد سجر

السيل الغدير والبئر يسجرها، إذا ملأها. ويقال هذا ماء سجر، إذا كانت بئر قد ملأها السيل. ويقال

أوردوا ماء سجرا. و (القلام): نبت ينبت على الأنهار، يقال هو القاقلي. وقوله (متجاورا قُلامها)،

أراد إنها لا تورد فقد عفا نبتها. ومثله قول الحطيئة:

منَعنَ مَنابتَ القُلاَّم حتَّى ... علاَ القُلاَّم أفواهَ الرَّكيّ

والسري هو الصغير من الأنهار بمنزلة الجدول. قال الله عز وجل: (قد جَعَل رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيّاً)،

وقال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015