أي أخضر الهرم وصغاره حين طلع. ولو كان الهرم يابسا ووطئ عليه لم يتكسر. ومثل قول لبيد قول الراعي:
كدُخانِ مُرتجلٍ بأعلى تَلعةٍ ... غَرثانَ ضرَّم عرفجاً مبلولا
وكل خلطين غليث. يقال هو يأكل الغليث، أي يأكل البر والشعير مخلوطين. ويقال: اغلث هذا
الطعام، أي اخلطه. ويقال: وجد فلان تغليثا، كأنه اختلاط من نفسه. ويقال قتل فلان النسر بالغلثى،
أي خلط له في طعامه ما يقتله. ويقال: علث طعامه بالعين أيضا. وقوله (إسنامها): ما ارتفع منها.
ويقال أسنمها يسنمها. وإنما سمى السنام سناما لارتفاعه. وقال أبو جعفر: روى ابن الأعرابي
(أسنامها) بفتح الألف، أي ارتفاع لهبها، الواحدة سنم. وقال أبو جعفر: قال لي ابن الأعرابي: لا أقول
غلثث النار؛ لأني لا أقول خلطت النار بالوقود. وقال: هذه الرواية خطأ. وروى: (عليت)، أي ألقى
فوقها.
والكاف مخفوضة على النعت لمشمولة، وساطع نعت للنار، والإسنام رفع بمعنى ساطع.
(فمضَى وقدَّمَها وكانت عادةً ... مِنْه، إذا هي عَرّدَتْ، إِقدامُها)
معناه: مضى الحمار وقدّم الأتان لكيلا تعند عليه. (عردتا): تركت الطريق وعدلت عنه. وأصل
التعريد الفرار، ومنه قول الآخر يرثي الزبير:
غدر ابنُ جُرموزِ بفارسِ بُهمَةٍ ... يومَ اللقاءِ وكان غيرَ معرّدِ)
وكانت تلك الفعلة من الحمار إذا عردت. ولا تتقدم الأتن والثيران أبدا حتى يتقدم الفحل إلى الماء
فيشرب وينظر هل يرى بالماء شيئا يريبه.