ومثاله بعير تربوت، أي ذلول، وكذلك الناقة؛ والجبروت لله عز وجل؛ وامرأة خلبوت إذا

كانت خلابة. وقوله (يربأ فوقها) معناه يعلو فوق الأحزة مخافة رام أو طارد. والربيئة: الذي يعلو

ويحفظ. قال الشاعر:

فظلّ مرتبئاً للشمس تَصهره ... حتَّى إذا الشمس مالت جانباً عدَلا

معناه: فظل مرتفعا. وتصهره: تذيبه. ورواه الأصمعي: (يربأ فوقها طورا مرابئ خوفه آرامها)، أراد

مصاعد خوفه أعلامها المشرفة. وأصل الآرام أعلام كانوا ينصبونها على القبور والطرق. فأراد:

يصعد الحمار هذه الآكام كالربيئة لها، أي كالحافظ. وإنما خوف هذه الماقب أعلامها لما يكون خلفها

من صائد وغيره. ويروى: (قفرا مراقب خوفها آرامها)، ويروى: (قفرا مراقب خوفها آرامها). فمن

رفع المراقب وخفض الخوف رفع المراقب بالآرام، ومن نصب المراقب جعلها تابعة للقفر ورفع

الخوف بالآرام. وواحد الآرام إرم، وإرمى، وأيرمى.

(حَتَّى إذا سَلَخَا جُمادَى سِتّةًٍ ... جَزْءاً فطالَ صِيامُه وصيامُها)

ورواه الأصمعي: (حتى إذا سلخا جمادى كلها). وقوله (سلخا) يعنى العير والأتان خرجا. وجمادى:

شدة القر، وكذا كان الشتاء في ذلك الزمان، وفيها كان يكون أول المطر. فيقول: خرج عنها كلب

البرد وأنبتت الأرض، واستقبلا الجزء، فصاما عن الماء. وقال في ذلك أحيحة بن الجلاح:

إذا جُمَادَى منعَتْ قَطرَها ... زانَ جنَابِي عَطَنٌ مُعْصِفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015