فأحببْ حبيبك حبًّا رويداً ... فليس يَعُولُك أن تَصرما
وأبغضْ بغيضكَ بُغضاً رويداً ... إذا أنتَ حاولت أن تحكُما
وفاعل ضلعت مضمر فيه من ذكر الخلة. والواو في الصرم واو الحال. معناه واحب المحامل
بالجزيل وهذه حاله. و (زاغ)، من الزيغ، وهو الميل، قال الله عز وجل: (ربنا لا تُزِغْ قُلوبَنا بَعْدَ إذْ
هديتَنا).
(بِطَليحِ أَسفَارٍ ترَكنَ بَقيَّةً ... منها فأَحنَقَ صُلبُها وسَنامُها)
(بطليح أسفار) معناه بناقة كالة معيية. ويقال: طلحت تطلح، وأينق طلحى وطلائح. قال القرشي:
مَثاباً لأفناء القبائل كلِّها ... تخُبّ إليه اليَعْمَلاتُ الطَّلائحُ
والأسفار: جمع سفر. وقوله (تركن بقية) معناه لم تأكل الأسفار لحمها أجمع، أي لها كدنة وبقاء على
طول السفر. و (أحنق): ضمر. ويقال صُلُب، وصَلَب. قال العجاج:
ما زلتُ يومَ البَين ألوِى صَلَبِي
وقال أبو جعفر: معنى البيت: فاقطع لبانته بناقة معتادة للسفر قد طلحها مرة بعد أخرى، وقد هانت
عليها الأسفار.
والباء صلة لقوله: فاقطع لبانة من تعرض. والأصل في طليح مطلوحة، فصرفت عن مفعولة إلى
فعيل، فألزمت التذكير. ويقال للبعير المعيي الكال: طليح وطلح. قال الشاعر يعنى ناقة:
قلتُ لعنْسٍ قد ونَتْ طَليحِ