(واحْبُ المُحَامِلَ بالجزيلِ وصُرمُهُ ... باقٍ إذا ضَلَعَتْ وزاغ قِوَامُها)
المحامل: المكافئ. ويروى (المجامل) بالجيم. ويروى (وزال قوامها). و (احب) من الحباء، وهي
العطية. و (المحامل): الذي يحمل لك وتحمل له. فيقول: إذا حبوت صديقك الذي يحاملك فاجعل
حباءه جزلا. والمجامل بالجيم: الذي يجاملك بالمودة. ويقال: قد أجزل له العطاء، أي أكثر له.
و (صرمه باق)، أي استبق صرمه قلا تعجل به. والصرم: القطيعة؛ وهو الاسم، والصرم المصدر.
يقول: إذا ضلعت الخلة، وهي الخليل هاهنا. و (ضلعت): اعوجت. ويقال رمح ضلع، أي معوج.
ويقال ضلع فلان مع فلان، أي ميله وهواه. ويقال: لأقيمن ضلع فلان، أي عوجه. وأنشد للحذلمي:
فليقُه أجردُ كالرُّمح الضَّلِع
فليقه، يعني باطن جران البعير، وإنما يريد العنق.
قوله (وزاغ قوامها) معناه مال ولم يستقيم، ويروى: (قَوامها) بفتح القاف، و (قِوامها) بكسر القاف:
عمادها. يقال هذا قوام الأمر وهذا ملاكه. والقوام بالفتح: القامة. والملاك بالفتح، يقال حائط ليس له
ملاك، أي لا يتمالك. وقال بعضهم: معناه: وليكن صرمه باقيا عندك فلا تعجل بصرمه. ويقال معنى
قوله (وزاغ قوامها): ولم تستقم لك خلته ولم تثبت. والمعنى: لا تعاجل صديقك وخلتك بقطع الذي
بينك وبينه، أن ضلعت خلته وزاغ قلبي فليكن صرمه ماكثا عندك، فاستبقه ولا تعجل بالقطيعة. وقال
أبو جعفر: وصرمه باق معناه أثبت له مودتك، ما ثبت لك فاثبت، فان زاغ قطعته؛ كما قال النمر بن
تولب: