أقامت غَزالةُ سوقَ الضِّرابِ ... لأهلِ العراقَينِ حولاً قميطا
والدمن في غير هذا الموضع: الكناسات والأبعار. أنشدنا أبو العباس:
وقد ينبُت المرعى على دِمَن الثَّرى ... وتبقى حزازاتُ النُّفوس كما هِيا
وقوله (بعد عهد أنيسها)، أراد الذين يسكنونها ويكونوا فيها. و (الحلال): شهور الحل، وهي ثمانية
أشهر. و (حرامها): الشهور الحرم، وهي أربعة أشهر، أولها رجب، ثم ذو القعدة، ثم ذو الحجة، ثم
المجرم آخرها. قال الله عز وجل: (مِنْها أربعةٌ حُرُم)، أي عظيمة الحُرمة، وهي هذه الأربعة.
ويروى: (دمنا تجرَّم) بالنصب. فمن رفع أراد تلك دمن أو هي دمن؛ ومن نصب نصب على القطع
من الديار والمنازل المذكورة. والذي بعد الدمن من صلتها، والحجج رفع بتجرم، وخلون صلة
الحجج، والحلال والحرام تابعان للحجج.
(رُزِقَتْ مَرَابيعَ النُّجومِ وصَابَها ... وَدْقُ الرَّواعِد جَودُها ورِهامُها)
ورواه الأصمعي: (مرابيع السحاب). قوله (رزقت) دعاء لها، أي رزقها الله تبارك وتعالى مرابيع
السحاب، وهو أول ما يكون من مطر الربيع. وواحد المرابيع مرباع، بمنزلة المرباع من النوق،
وهي إلي من عادتها أن تنتج في أول النتاج. ويقال: مرابيع النجوم هي نجوم الوسمي. وقوله
(وصابها) معناه نزل عليها. قال أبو العباس عن الأثرم عن أبي عبيدة: يقال صاب المطر يصوب،
إذا نزل. وأنشد لعلقمة بن عبدة: