وإنه هلك وزياد بن أبيه في الكوفة.

قال: وبلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله سبحانه عنه أرسل إلى شعراء من أهل الكوفة، فيهم

لبيد، والأغلب، وضابئ البرجمي، فاستنشدهم رسوله أو واليه - والوالي المغيرة بن شعبة رضي الله

عنه - وقال: قولوا شعرا. فقال لبيد: (قد أبدلني الله بالشعر خيرا منه)، يعني القرآن المعجز الشأن.

وقال الأغلب:

أرجَزاً تريد أم قصيدا ... لقد سألتَ هيِّناً موجودا

وروى الفراء: (أم قريضا).

أم هكذا بينهما تعريضا ... كلاهما أجِدُ مستريضا

قال: وأنشد ضابئ رفثا. فأتى الرسول عمر رضي الله سبحانه عنه بالخبر، فقال عمر رضي الله

عنه: زيدوا لبيدا في عطائه خمسمائة، وانقصوا من عطاء الأغلب مثلها.

قال المؤرج: فسمعت ابن عاصم يذكر أن الأغلب وفد على عمر رضي الله عنه، وإنه رد ما نقص

من عطائه وقال: أن أطعتكم نقصتموني من عطائي!

وقال المؤرج: وكان لبيد خير شاعر لقومه: رثاهم وبكاهم، وذكر أيامهم، فذكرهم بأسمائهم وألقابهم،

وصنع في ذلك ما لم يصنعه أحد غيره من الشعراء.

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد المقدمي قال: حدثنا أبو الخطاب قال: حدثنا الهيثم بن الربيع قال:

حدثني رجل من أهل الكوفة عن الشعبي قال:

أرسل إليَّ عبد الملك بن مروان وهو شاك، فدخلت إليه فقلت: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ فقال:

أصبحت كما قال عمرو بن قمية، اخو بني قيس بن ثعلبة. قلت: وما قال؟ قال: قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015