وأنا أعرف سجدة الشعر!
وحدقنا أبو عمران الخياط قال: حدثنا أحمد - وهو ابن الدورقي - قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله سبحانه عنها، أنها كانت تكثر تمثل هذين البيتين:
ذهبَ الذين يُعاش في أكنافهم ... وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجلد الأجربِ
يتأكَّلون مَلامةً ومذمَّةً ... ويُلام قائلهم وإن لم يَشغَبِ
قالت: ويح لبيد بن ربيعة، كيف لو بقى إلى مثل هذا اليوم؟
قال هشام: قال أبي: فكيف لو بقيت عائشة رضي الله عنها إلى هذا اليوم! قال هشام: وأنا أقول:
كيف لو بقي أبي إلى هذا اليوم.
وحدثنا الكديمي قال: حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن لاحق، عن أبي مليكة عن عائشة رضي الله
عنها؛ إنها كانت تمثل بهذا البيت:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خَلْفٍ كجلد الأجربِ
ثم قالت رضي الله سبحانه عنها: رحم الله تعالى لبيدا، إني لأروى له ألف بيت.
وأخبرني أبو بكر عبد الله بن خلف قال: أخبرني سلم بن يزيد قال: أخبرني عيسى بن إسماعيل:
أخبرني إسماعيل بن أبي عبيد الله عن هشام بن محمد قال: أخبرني أبي قال:
مر لبيد بن ربيعة بالكوفة بمسجد بني نهد وهو يوكأ على محجن له، فلما جازهم أرسلوا إليه فتى
منهم فقالوا: الحق أبا عقيل فاسأله: من أشعر العرب؟ فقال الملك الضليل - يعني امرأ القيس -
فرجع إليهم فأخبرهم فقالوا له: ارجع إليه فاسأله: ثم من؟ فرجع إليه فقال: ثم من؟ فقال: ثم صاحب
المحجن أبو عقيل، يعني نفسه.
وقال هشام بن محمد الكلبي: أخبرني رجل من بني جعفر، يقال له علقمة، قال: