فلحق بأهله وأرسل إلى النعمان بأبيات قالها:

لئن رحلتُ جِمالي لا إلى سعةٍ ... لا مثلُها سعةٌ عرَضاً ولا طُولا

بحيثُ لو وُزِنت لخمٌ بأجمعها ... ما وازنت ريشةً من ريش سَمويلا

ترعَى الرَّوائمُ أحرارَ البقول بها ... لا مثلَ رعيكمُ مِلحاً وغَسويلا

فابرُقْ بأرضك بعدي وأخلُ متكئاً ... مع النِّطاسي طوراً وابنِ تَوفيلا

السمويل: طائر، ويقال: بلدة كثيرة الطير. والروائم: الإبل العواطف على أولادها. والغسويل: شجر

ينبت في السِّباخ. فأجابه النعمان:

شرّدِ برجلكِ عنِّى حيثُ شئتَ ولا ... تُكثرْ علىَّ ودعْ عنك الأباطيلا

فقد ذُكرتَ به والركبُ حاملهُ ... ما جاورَ الغَيْلُ أهلَ الشامِ والنيلا

فما انتفاؤك منه بعد ما جَزَعتْ ... هُوجُ المطيّ به أبراق شِمْليلا

قد قيل ذلك أن حقاًّ وإنْ كذباً ... فما اعتذاركَ من شيءٍ إذا قيلا

فالحقْ بحيث رأيتَ الأرضَ واسعةً ... فانشُرْ بها الطَّرف أن عرضاً وإن طولا

جزعت: قطعت. وشمليل: موضع.

وقال لبيد أيضا يرجز بالربيع:

ربيعُ لا يسُقْك نحوي سائقُ ... فتُطلَبَ الأذحالُ والحنائقُ

ويُعلمَ المُعْيا به والسَّابقُ ... ما أنتَ أن ضُمَّ عليك المازِقُ

إلاَّ كشيءٍ عاقه العوائقُ ... إنك حاسٍ حُسوةً فذائقُ

لا بُدّ أن يُغْمَز منك الفائق ... غَمزاً ترى أنك منه ذارقُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015