أن هذه الكتيبة منعطفة على ملكها تمنعه. والأدفى من القرون المنحنية: الذي قد انحنى في عجب الوعل أو غيره،
يمنع ما تحته ولا يوصل إليه. والرجل الأدفى: الذي في ظهره انحناء؛ وكذلك المرأة الدفواء إنما
أخذت من هذا. وقال بعض الرواة: الدَّفواء: العقاب، والدفواء: المائلة. وإنما يريد الكتيبة، جعلها
دفْواء من بغيها، يقول: كما تنقض العُقاب على الصيد كذلك تميل هذه الكتيبة من بغيها.
والجون خفض بمع، والعنود رفع بمع، وكأنها دفواء صلة العنود.
(ما جَزِعْنا تَحْتَ العَجَاجةِ إِذْ وَ ... لَّتْ بأَقفائها وحَرَّ الصَّلاءُ)
ويروى: (إذ جاءوا جميعا وإذ تلظى الصلاء). يقول: لم تجزع حين لقينا الجون وهو في جمع كثير.
و (العجاج): الغبار الذي قد أثارته الخيل بسنابكها فارتفع كأنه دخان. يقول: لم نجزع من هذه الكتيبة
الخشناء. قوله (إذ ولَّت بأقفائها) معناه بأعجازها. ومن روى: (وحر الصلاء) أراد وقدت النار. يقال
حر اليومُ يحر حرا، وحر المملوك يحر حرارا.
والصلاء رفع بفعله وهو حر. والأقفاء: جمع قفا كما تقول ندى وأنداء، ورحى وأرحاء؛ ولا تكاد
العرب تقول في جمعه أقفية، وربما قالوه كما قالوا ندى وأندية. أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي
لابن محكان السعدي:
في ليلةٍ من جُمادى ذاتِ أندية ... لا يُبصر الكلبُ من ظلمائها الطُّنُبا