وقال بعض الرواة: قوله (إذ ولت بأقفائها) معناه انبعث ما كان فيها مثل الشيء ينفتق فيخرج ما فيه.
(وَوَلدْنا عَمْرَو بنَ أَمِّ أُنَاسٍ ... مِن قريبٍ لمَّا أَتانا الحِباءُ)
قوله (وولدنا عمرو بن أم أناس)، يريد عمرو بن حجر الكندي، وكان جد الملك عمرو بن هند، وهند
بنت عمرو بن حجر آكل المرار، وكانت أم عمرو بن حجر أم أناس بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة،
وعمرو بن أم أناس هذا هو جد امرئ القيس الشاعر. وقوله (من قريب)، معناه السبب بيننا وبينه
قريب ليس بالمتباعد، إذ أمه بنت ذهل بن شيبان، وهي جدة أم عمرو بن المنذر. وقوله (لما أتانا
الحباء) يقول: حين أتانا حبلاء الملك عمرو بن حجر لما خطب إلينا ورآنا أهلا لمصاهرته.
وابن أم أناس نعت لعمرو، وأناس خفض بإضافة الأم إليه.
وقال الفراء: إذا كنيت امرأة بأم أناس وأم صبيان، وأم رجال، وأم نساء كان الغالب عليها ألا
تجري، لأنه لما لم يكن ما أضيفت إليه اسما من أسماء الرجال معروفا كان كالاسم لها. وأنشد لبشر
بن أبي خازم:
وإلى ابن أم أناسَ تَعمِد ناقتي ... عمروٍ ستُنجِحُ حاجتي أو تتلفُ
فلم يجر أناس. قال الفراء: ولو تُوهِّم في أناس إنه اسم لابن لها، وإن لم يكن لها ابن، جاز إجراؤه.
ولما نصب بالوقت.