(وفَديناهُمُ بِتِسعَة أَملا ... كٍ نَدامَى أَسلابُهم أَغلاءُ)
ويروى: (بتسعة أكلاك كرام). وكان المنذر بن ماء السماء بعث خيلا من بكر ابن وائل في طلب
بني حجر آكل المرار حين قُتل حُجر، فظفرت بهم بكر بن وائل وقد كانوا دنوا من بلاد اليمن، فأتوا
بهم المنذر بن ماء السماء فأمر بذبحهم وهو بالحيرة، فذبحوا عند منزل بني مرينا، وكانوا ينزلون
الحيرة، وهم قوم من العباد. وفي ذلك يقول امرؤ القيس:
ألا يا عَين بكِّى لي شَنِينا ... وبكِّي للملوك الذاهبينا
ملوك من بني حُجْر بن عمرو ... يُساقُون العشيَّةَ يُقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديارِ بني مَرينا
و (الأملاك): جمع ملك، والملك يقال في جمعه ملكون وملوك وأملاك. والأسلاب رفع بالأغلاء.
(ومعَ الجَونِ جَوِن آلِ بني الأَوْ ... سِ عَنودٌ كأَنَّها دَفْواءُ)
الجون: ملك من ملوك كندة، وهو ابن عم قيس بن معد يكرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
تزوج بنت عبد الرحمن بن الجون، وكان عبد الرحمن مسلما، وبنو الأوس من كندة. وكان الجون
جاء يمنع بني عمرو بن حُجر آكل المرار ومعه كتيبة خشناء، فهزمته بكر وأخذوا ابن الجون فأتوا
به المنذر. وقوله (ومع الجون) يقول: كان الجون مع ولج عمرو بن حجر ومعه هذه الكتيبة.
و (العنود) هاهنا: كتيبة محكمة. و (الدفواء) هاهنا: كتيبة منحنية على من تحتها. يعني