وقال آخرون: ذهب إلى أن جسمه وقوته يشبهان أجسام عاد وشدتهم. وقوله (بمثله جالت الجن)،

الجن في هذا الموضع: دهاة الناس وأبطالهم. يقال للرجل إذا كان بطلا: ما هو إلا جنى. و (جالت):

فأعلت من المجالاة، وهي المكاشفة. يقول: بمثل عمرو بن هند كاشفت الجن الناس فآبوا، أي رجعوا،

وقد فلج خصمهم على كل من خاصمهم. و (الأجلاء): جمع الجلا. والجلا: الأمر المنكشف. قال سحيم

بن وثيل:

أنا ابنُ جَلاَ وطلاَّعُِ الثنايا ... متَى أضعِ العمامةَ تعرفوني

أي أنا ابن البارز الأمر المنكشف.

والباء صلة جالت، والأصل في جالت جالوت، فصارت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها،

وسقطت لسكونها وسكون التاء. والأجلاء رفع بآبت، واللام صلة آبت.

(مَنْ لَنا عِندَه مِنَ الخَيْر آيا ... تٌ ثَلاثٌ في كلِّهنَّ القضاءُ)

ويروى: (في فصلهن القضاء)، يعني عمرو بن هند. والآيات الثلاث: العلامات الثلاث. يقول: نحن

أنصح الناس للملك وأكرمهم عليه، وأجودهم منه منزلة ومكانا. (في كلهن القضاء) معناه في كلهن

يقضى الناس لنا بذلك.

ومن رفع بإضمار هو، والايات رفع باللام. ويروى:

إنّ عمراً لنا لديه خلالٌ ... غيرَ شكّ في كلهن القضاءُ

(آيةٌ شارِقُ الشَّقيقةِ إِذْ جا ... ءُوا جَميعاً لكلِّ حَيٍّ لِواءُ))

شارق الشقيقة، بنو الشقيقة: قوم من بني شيبان جاءوا يغيرون على إبل لعمرو بن هند، وعليهم

قيس بن معد يكرب، وهو أبو الأشعث بن قيس، فردتهم بنو يشكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015