بن حجر بن الحارث آكل المرار - بعث إلى

الذين انحازوا عن أبيه من بني تغلب يدعوهم إلى الرجوع إلى طاعته والى الغزو معه، فأبوا أن

يجيبوه وقالوا: مالنا نغزو معك، أرعاء نحن لك! فإنما حكى الحارث في قوله (هل نحن لابن هند

رعاء) قول بني تغلب. فغضب عمرو بن هند عند ذلك، وأراد أن يغزو غسان يطلب دم أبيه، فبعث

في أهل مملكته فاستنفرهم، فنفر معه من كل حي جماعة، وبكر بن وائل، وقوم من بني تغلب، فلما

اجتمع له ما أراد من عشائر العرب رأس عليهم أخاه النعمان بن المنذر، وأمره أن يغزو غسان

ويجعل أول غزوته على الذين خالفوه من بني تغلب.

وقال بعض الرواة: كان عمرو بن هند غزا واستخلف أخاه النعمان، فمر ببني تغلب فقتل قوما ممن

خالفه، فلذلك قال الحارث بن حازة في البيت الأول:

ما أصابوا من تغلبي فمطلو ... لٌ، عليه إذا تولَّى العَفاءُ

ثم قال: (كتكاليف قومنا) يقول: كما كلفوا أن يرجعوا إلى عمرو بن هند فقالوا: لا نرجع. فجعل أول

غزاة عليهم، فقتل من قتل منهم فطلت دماؤهم، فعيرهم الحارث بقتل الغلاق إياهم، فطُلت دماء من

قُتل منهم، كما طُلت دماء هؤلاء الذين قتل عمرو أيضا حين كلفوا الطاعة فأبوا. ثم أن عمرو بن هند

لما فرغ من بني تغلب أقبل يريد الغسانيين، فمر ببعض مدن الشام فقتل ملكا من ملوكهم، وأخذ بنتا

له وكان اسمها ميسون، واستنقذ أخاه امرأ القيس بن المنذر بن ماء السماء، وكان أسر يوم قتل المنذر

بن ماء السماء.

والكاف معناه مثل، والرعاء رفع بنحن.

(إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبّةَ مَيْسو ... نَ فأّدنَى دِيارِها العَوصاءُ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015