يريد: غزتكم بعد بني تميم خيل من الغلاق. (لا رأفة)، يقول: ليس لأصحاب الغلاق رأفة بكم ولا

إبقاء عليكم. والغلاق: رجل من بني يربوع بن حنظلة، من تميم، كان على هجائن النعمان بن المنذر

الأكبر، وكان أغار على بني تغلب فقتل فيهم.

والخيل رفع بما عاد من المضمر، معناه: لا عندهم رأفة، والرأفة رفع بالصفة.

(ما أَصَابُوا مِن تَغْلَبيٍّ فمطْلُو ... لٌ، عَلْيهِ إذا توَلَّى العَفَاءُ)

ويروى: (إذا أصبنا العفاء). يقول جاءكم الغلاق ومن معه بحرد وغيظ وأصابوا فيكم، فكل من

أصابوا من بني تغلب فقد طل دمه، أي أهدر دمه ليس له من ينتصر له. قال أبو عبيد: كان أبو

عبيدة يقول: فيه ثلاث لغات: طل دمه طلا وطلولا، وطل دمه، وأطل دمه إطلالا. وقال أبو زيد: قد

طل دم فلان الحاكم، إذا أبطله. وقوله (عليه إذا تولى العفاء) هذا دعاء عليه. يريد: فعلى دمه العفاء.

والعفاء: الدروس في هذا الموضع. يقال: عفا الله أثرك يعفوه، أي محاه. ويقال: قد عفا الرسم، إذا

درس. وهذا كله تعيير لبني تغلب.

وموضع ما نصب بأصابوا، ومعناها الجزاء، والفاء جواب الجزاء، ومطلول رفع بإضمار هو،

والعفاء رفع بعليه.

(كتَكالِيفِ قَومِنَا إِذْ غَزَا المنْ ... ذِرُ هَلْ لابنِ هِندٍ رِعاءُ)

التكاليف من التكلُّف، يعير بني تغلب. وذلك إنه لما قتل المنذر بن ماء السماء انحازت طائفة من

بني تغلب عنه، وقالوا: لا نعطي أحدا من ولده طاعة! فلما ولي عمرو بن هند - وهو عمرو بن

المنذر بن ماء السماء، وكانت أمه هند بنت عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015