ويروى: (إذ أحل العلياء قبة ميسون). وميسون: بنت الغساني التي قتل أباها وأخذها وقبتها وقدم

بها. والمعنى: لما قدم عمرو بن هند بميسون الغسانية وقد قتل أباها أنزلها العلياء. والعلياء: ارض

قريبة من العوصاء. والعوصاء: ارض اقرب دار، أنزلها عمرو بميسون حين أخرجها من الشام.

ويقال: قد أحل الرجل منزل، إذا أنزله فيه. وهو من قول الله عز وجل: (الذي أحَلَّنا دارَ المُقَامة).

وقد حل الرجل يحل حلولا.

وإذ معناه لما أحل المنذر العلاة قبة ميسون. وأدنى رفع بالعوصاء، والعوصاء به.

(فتأَوَّتْ لهم قَراضِبَةٌ مِنْ ... كُلِّ حَيٍّ كأَنَّهُمْ أَلقاءُ)

ويروى: (فتأوت له قراضبة)، تأوت: اجتمعت حين دعاهم إلى الغزو. والقراضبة: الصعاليك، وهم

الفقراء، واحدهم قرضوب، ويقال قرضاب أيضا. وقوله (كأنهم ألقاء)، واحد الألقاء لقي، وهو الشيء

المطروح الذي لا يكترث به. واللقى من الرجال: الخامل الذي لا يعرف، فذكره مطروح ملقى. ويقال

لثياب المحرم إذا ألقاها عند فراغه من الحج: لقي وألقاء. وقال بعض الرواة: الألقاء: جمع لقوة،

وهي العُقاب. والقول الأول هو الذي نختاره.

ومن صلة تأوت. والألقاء خبر كأن، وهو ممدود واحده مقصور يكتب بالياء.

(فَهَداهُمْ بالأَسودَينِ وأَمْرُ اللّ ... هـ بِلْغٌ يَشْقَى به الأَشقياءُ)

معناه: هدى عمرو بن هند أصحابه وجمعهم حين غزا بهم، و (الأسودان): التمر والماء، وإنما قيل

لهما أسودان وواحدهما ابيض لأن العرب تغلب أحد الاسمين على الآخر. من ذلك قولهم: سنة

العمرين، يريدون أبا بكر وعمر رضي الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015