خراجها، فأخذت طسم بذنب جديس.

يقول: فتريدون أن تحملوا علينا ذنوب الناس كما قيل لطسم: أن أخاكم كسر الخراج فنحن نأخذكم

بذنبه.

والأخ رفع بالأباء، وجملة الكلام اسم ما لم يسم فاعله.

(عَنَناً باطلاً وظُلماً كما تُع ... تَرُ عن حَجرِة الرَّبيِض الظِّباءُ)

(عننا) معناه اعتراضا. يقول: انتم تعترضون بنا اعترضا وتدعون الذنوب علينا، ظلما وميلا علينا.

يقال عن يعن عنونا، إذا اعترض. وقوله (تعتر)، العتر: الذبح. والعتيرة: الذبيحة، وهي ذبيحة كانوا

يذبحونها في رجب لآلهتهم، يسمونها الرجبية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فرعة ولا عتيرة).

فالفرعة: أول ولد تلدة الناقة، كانوا يذبحونها لآلهتهم. وجمعه فرع. ويقال: قد أفرع القوم، إذا فعلت

إبلهم ذلك. ويقال: قد عتر يعتر عترا، إذا ذبح العتيرة. قال: زهير:

ثمّ استمرّ فأوفى رأسَ مرَقبة ... كصاحب العِتر دميَّ رأسَهُ النسُك

و (الحجرة): الحظيرة تتخذ للغنم. و (الربيض): جماعة الغنم. وكان الرجل من العرب ينذر نذرا

على شائه إذا بلغت مائة أن يذبح عن كل عشرة منها شاة، وكانت تلك الذبائح تذبح في رجب، وكان

ذلك واجبا عليهم في دينهم، فكان الرجل منهم إذا دخل رجب وقد بلغت شاؤه مائة، وبخل أن يذبح من

غنمه شيئا، صاد الظباء وذبحها عن غنمه؛ ليوفى بها نذره. فقال الحارث: أنتم تأخذوننا بذنوب غيرنا

كما ذبح أولئك الظباء عن غنمهم. والحجرة: الناحية. يقال في المثل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015