أرضُ الخورنق والسَّدير وبارقٍ ... والقصرُ ذو الشرفات من سِندادِ

قال: ولم يكن في نزار حي أكثر من إياد ولا أحسن وجوها ولا أمد أجساما، ولا أشد امتناعا. وكانوا

لا يعطون الإتاوة - وهي الخراج - وكان من قوتهم أنهم أغاروا على امرأة لكسرى أنوشروان،

فأخذوها وأموالاً لهم كثيرة، فجهز لهم كسرى الجيوش مرتين، كل ذلك تهزمهم إياد. ثم إنهم ارتحلوا

حتى نزلوا الجزيرة، فوجه إليهم كسرى ستين ألفا، وكان لقيط بن معمر الإيادي ينزل الحيرة، فكتبَ

إلى أياد وهو بالجزيرة:

سلامٌ في الصحيفة من لَقِيطٍ ... إلى مَنْ بالجزيرة من إيادِ

بأنَّ الليثَ كسرى قد أتاكم ... فلا يشغَلْكمُ سَوْقُ النِّقادِ

أتاكم منهمُ ستُّون ألفاً ... يزجُّون الكتائب كالجرادِ

على حَنَقٍ أتينَكمُ فهذا ... أوانُ هلاككم كهلاك عاد

فلما بلغ كتاب لقيط إيادا استعدوا لمحاربة الجنود الذي بعث بهم كسرى، فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا،

حتى رجعت الخيل وقد أصيب من الفريقين. ثم إنهم بعد ذلك اختلفوا فيما بينهم، وتفرقت جماعتهم،

فلحقت طائفة منهم بالشام، وأقام الباقون بالحيرة.

وقال الأصمعي: كان جديس وطسم أخوين، فكسرت جديس على الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015