(أَم عَلَينا جَرَّى حِنيفةَ أو ما ... جمَّعَتْ من مُحاربٍ غَبْراءُ)

معناه: هل علينا في العهود والمواثيق التي أخذتموها علينا أن تأخذونا بذنوب حنيفة وما أذنبت

لصوص محارب. و (الغبراء): الصعاليك، وهم الفقراء. قال طرفة:

رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكرونني ... ولا أهلُ هذاكَ الطرافِ الممدّدِ

وجاء في الحديث: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ليستفتح بصعاليك المجاهدين)، أي يفتتح القتال

بهم تيمنا.

وكان من حديث حنيفة التي ذكرها: أن شمر بن عمرو الحنفي، وهو أحد بني سحيم، لما غزا المنذر

بن ماء السماء غسان، وكان أم شمر غسانية، فخرج يتوصل بجيش المنذر بن ماء السماء، يريد أن

يلحق بالحارث بن جبلة الغساني، فلما دنا من الشام سار حتى لحق بالحارث بن جبلة، فقال له شمر

بن عمرو: أتاك مالا تطيق! فندب الحارث بن جبلة مائة رجل من أصحابه، وجعلهم تحت لواء شمر

بن عمرو الحنفي، ثم قال: سر حتى تلحق بالمنذر بن ماء السماء وتقول: إنا معطوه ما يريد

وينصرف عنا. فإذا وجدتم منه غرة فاحملوا عليه. فخرج شمر ابن عمرو يسير في أصحابه حتى

أتى عسكر المنذر، فدخل عليه فأخبره برسالة الحارث بن جبلة، فركن إلى قوله، واستبشر أهل

العسكر وغفلوا بعض الغفلة، فحمل الحنفي عليه بالسيف فضرب يافوخه وسال دماغه، ومات من

الضربة مكانه، وقتلوا بعض من كان حول القبة، وتفرق أصحاب المقتول، فقال أوس بن حجر في

ذلك:

نبّئت أن بني سُحيمٍ أدخلوا ... أبْياتَهمْ تامورَ نفْسِ المُنذرِ

والتامور: دم القلب.

وقال بعض أهل اللغة: إنما قيل لهم غبراء لأنهم أخلاط من كل ضرب. وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015