كلام الفرس (مهره كرد)، أي المصقول.
وقوله (وهل ينقض ما في المهارق الأهواء)، معناه: فإن كانت أهواؤكم زينت لكم الغدر والخيانة
بعدما تحالفنا وتعاقدنا فكيف تصنعون بما في الصحف مكتوب عليكم، من العهود والمواثيق والبينات،
فيما علينا وعليكم؛ وذلك لا ينقضه شيء. ويروى: (ولن ينقض). وكذلك معنى هل الجحد.
والحذر نصب على المصدر، والأهواء رفع بينقض، وما نصب بينقض، وفي صلة ما.
(واعْلمُوا أَنَّنا وإِيّاكمُ في ... مَا اشْتَرَطْنا يومَ اخْتلَفْنا سَواءُ)
ويروى: (يوم اختلفنا فيما اشترطنا سواء). والمعنى: كان من أشراطنا وتحالفنا إنه لا يجنى أحد من
العرب اليكم جناية ولا إلى غيركم إلا كانت تلك الجناية علينا ونحن المأخوذون بها دون أصحابها،
واشترطتم علينا مثل ذلك. يقول: فنحن وأنتم في هذه العهود والمواثيق سواء. وان كفت من اسم العلم
وخبره.
(أَعَلَيْنا جُناحُ كِنْدَةَ أن يَغْ ... نَم غَازِيهمُ ومِنَّا الجزاءُ)
قال الأصمعي: كانت كندة كسرت خراجها على الملك، فبعث إليهم رجالا من بني تغلب فقتلوا فيهم
وأسروا. فيقول: أن كانت كندة فعلت هذا بكم فلم تقدروا أن تمنعوا وتأخذوا بثأركم منهم، فعلينا
تريدون أن تحملوا ذنبهم وجنايتهم إليكم. أي أتغنم كندة فيكم ويكون جناح ما صنعوا علينا.
و (الجناح): الإثم، وهو رفع، وكندة نصب وهو في موضع خفض، وإن نصب بفقد الخافض، والغازي
رفع بيغنم، والجزاء رفع بمن.