والرب عني به المنذر بن ماء السماء. يخبر إنه قد شهدهم في هذين اليومين فعلم فيه صنيعهم

وبلاءهم الذي أبلوا. وكان المنذر بن ماء السماء غزا أهل الحيارين ومعه بنو يشكر فأبلوا بلاء حسنا.

و (البلاء بلاء) معناه: والبلاء شديد. فيجوز أن يكون البلاء من البلية، ويجوز أن يكون البلاء من

الإبلاء والإنعام، كما قال:

فما من بلاءٍ صالحٍ أو تكرُّمِ ... ولا سُودَدٍ إلاّ له عندنا أصلُ

والرب في هذا الموضع: السيد. قال الله جل ذكره: (فيَسقي ربَّه خَمْراً) أراد: فيسقى سيده. والرب:

المالك، يقال ربني فلان يربني ربا، أي ملكني. والرب أيضا: الإصلاح، من قولهم: أديم مربوب، أي

مصلح. وفي الرب لغتان: رب بتشديد الباء، ورب بتخفيفها. أنشد الفراء:

وقد علم الأقوامُ أن ليس فوقه ... ربٌ غير من يُعطى الحظوظ ويَخلُقُ

والحياران: بلدان. ورواه ابن الأعرابي: (يوم الحوارين).

والرب رفع بهو، والشهيد نسق عليه، ومعناه الشاهد، كما تقول عليم وعالم. وعلى صلة شهيد،

والبلاء الأول رفع.

(مَلِكٌ أَضلَعُ البِريَّةِ لا يُو ... جَدُ فيها لِمَا لدَيْهِ كِفاءُ)

معناه: ليس في البرية أحد يضطلع من الأمور بمثل ما يضطلع، أي يحتمل مثل الذي يحتمل المنذر

من الأمور الثقيلة. ويقال رجل ضليع، إذا كان كثير اللحم عظيم الجسم. وقوله (لا يوجد فيها لما لديه

كفاء)، معناه ليس في البرية أحد يكافئه ولا يستطيع أن يصنع مثل ما يصنع من الخير. يقال: كافأت

الرجل أكافئه مكافأة وكفاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015