وأنا سألته عنه وقال الأصمعي: أنشدني هذا البيت حرد بن المسمعي وقال: لا يضره إقواؤه، قد أقوى النابغة في
قصيدته الدالية وعاب ذلك عليه أهل المدينة فلم يغيره، وإنما هذه القصيدة كانت شبيها بالخطبة، قام
بها الحارث مرتجلا. والارتجال: الاقتراح والابتداء من ساعته.
وأراد بإقواء النابغة قوله في:
زعمَ البوارحُ أن رحلتنا غدٌ ... وبذاك خبَّرنا الغرابُ الأسودُ
والقصيدة مخفوضة:
عجلانَ ذا زادٍ وغير مزوَّدِ
وأقوى في موضع آخر فقال:
يكاد من اللَّطافة يُعقَدُ
وقال أبو الحسن الأثرم ويعقوب بن السكيت: لا يتم معنى (وهو الرب والشهيد) إلا بهذا البيت الذي
أقوى فيه.
والناس نصب بملكنا، والمنذر رفع بملك، والابن نعته.
وإنما قيل له ماء السماء لأنه شبه عموم نفعه بعموم ماء المطر.
(وهو الرَّبُّ والشَّهِيدُ على يَوْ ... مِ الحِيَارَينِ والبَلاءُ بَلاءُ)