واخبرنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المخالي: المحارب. ويقال: أنا الخلاء منك وأنا البراء

منك، بفتح الخاء في الخلاء، أي أنا خليُّ منك، أي بريء منك.

ويتركان موحدين في التثنية والجمع، مذكرين في المؤنث، كقولك: نحن الخلاء والبراء منك، وهند

الخلاء والبراء منك. قال الله تبارك وتعالى: (إنَّني بَراءٌ ممَّا تعبدون).

والخلاء بالكسر في غير هذا: علة في النوق، بمنزلة الحران في الدواب.

يخلطون موضعه رفع في اللفظ بالياء، وموضعه في التأويل نصب على الحال، كأنه قال: خالطين.

والبري منصوب بيخلطون، وهو مهموز لأنه فعيل من بريء من الذنب براءة. والباء صلة يخلطون

ايضا، وهي نصب به، والخلاء رفع بينفع، والخلى نصب به ولا يجوز همزه لأنه ليس بأخوذ من

فعل مهموز، إنما هو فعيل من الخلوة، كأن الأصل فيه الخليو، ولما اجتمعت الياء والواو والسابق

ساكن أبدل من الواو ياء وأدغمت الباء الأولى فصارتا ياء مشددة. وكذلك حكم الواو إذا سبقت الياء

والواو ساكنة.

(زَعَمُوا أن كُلَّ ؤمَنْ ضَرَبَ العَيْ ... رَ مَوَالٍ لَنَا وأَنّا الوَلاءُ)

قال أبو نصر أحمد بن حاتم: لم يقل الأصمعي في هذا البيت شيئا. وقال أبو عمرو: معناه أن

إخواننا الأراقم يلوموننا ويصفوننا بالباطل، ويضيفون إلينا ذنب غيرنا، ويعلقونه علينا، ويطالبوننا

بجناية كل من جنى عليهم ممن نزل صحراء أو ضرب عيرا، ويجعلونهم موالى. والموالى في هذا

الموضع: بنو العم. قال الله تعالى: (وإني خِفْتُ المَوَاليَ مِن ورائي)، أراد بني العم. قال الشاعر:

ومِن الموالي مَوليانِ فمنهما ... مُعطى الجزيلِ وباذلُ النَّصِر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015