فإنْ تسألي عني فيا ربُّ سائلٍ ... حَفّيٍ عن الأعشى به حيث أصعَدَا

أراد: معنى به. ويقول: رأسك حاف، إذا دام شعثه، يحف حفوفا. وقد حف الشيء، إذا مر به يعدو.

وقد حففت الشيء أحفه حفا، إذا دُرت حوله أو جعلت حوله شيئا؛ من قول الله عز وجل: (حافِّينَ مِن

حَوِلِ العَرْش).

وموضع أن رفع على الترجمة عن الأنباء، كأنه قال: أتانا أن إخواننا الأراقم. والأراقم ينتصبون

على الترجمة عن الإحفاء، وخبر أن ما عاد من يغلون، وعلى صلة يغلون، والاحفاء يرتفع به.

ويروى: (في قيلهم إحفاء)، وهي لغة؛ يقال قول وقيل، وقال. ويجوز أن يكون أن في موضع نصب

في قول الفراء، وخفض في قول الكسائي، على معنى بأنَّ ولأنَّ.

(يَخْلِطونَ البريءَ مِنَّا بِذي الذَّنْ ... بِ ولا يَنْفَعُ الخَلَّيِ الخَلاَءُ)

يخلطون، معناه يشوبون ذا الذنب بالذي لا ذنب له، ظلما لنا وإساءة بنا؛ فهذا عين الجور. وقوله (لا

ينفع الخلي لخلاء)، معناه ولا ينفع البريء من الذنب براءته منه. و (الخلاء) بفتح الخاء: البراءة

والترك. يقال: منزل خلاء، إذا كان خاليا. قال الشاعر:

أصبحتْ دارُنا خلاءً قِفارا ... بعد عَدنان والإلهُ مُجارُ

وروى أبو جعفر وغيره: (ولا ينفع الخلي الخِلاء، بكسر الخاء، وقال: الخلاء المتاركة. يقال: قد

خالي فلان فلانا يخاليه خلاء، إذا تاركه. واحتج بقول النابغة:

قالت بنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ ... يا بوسَ للجهلِ ضَرَّاراً لأقوام

فمعناه: تاركو بني أسد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015