وما خفض بالكاف، ويلوح الضياء صلتها، ولا عائد لها لأنها في معنى المصدر

(فتنوَّرْتُ نارَها مِن بَعيد ... بخَزَازٍ هيهاتٍ مِنْكَ الصِّلاءُ)

قوله (تنورت نارها) معناه نظرت لي سناها في الليل. والتنور: نظرك إلى النار وتأملك أين هي؟

قريبة أم بعيدة. ثم قال (بخزاز). وخزاز: جبل بين العقيق وشخصين كما وصف. ثم إنه أطمع نفسه

في اصطلائها فظن إنها قريب، فلما علم إنها بعيدة قال: هيهات منك الصلاء، أي ما أبعده منك.

ويقال: قد تنور فلان النار، إذا نظر إليها. قال الشاعر:

وأجَّجْنا بكل يَفَاعِ أرضٍ ... وَقودَ النار للمتنوّرينا

ويقال: قد أنار القمر الموضع ونوره، إذا صار الموضع نيرا به. قال الأعشى يمدح بشر بن معد

يكرب الكندي:

لو كنتُ مِن شيءٍ سوى بشرٍ ... كنت المنوِّرَ ليلةَ البدرِ

ومعنى هيهات البعد. قال الله عز وجل: (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِمَا تُوعَدون) معناه: بعيد ما توعدون. قال

الشاعر:

تَرى أمرَ بكر ثم أنت تلومُني ... على خَلَّةٍ هيهاتَ منك قريبُها

فمعناه: بعيد. ويقال: هيهاتٍ هيهاتٍ بكسر التاء فيهما مع التنوين. ويقال: هيهاتاً هيهاتاً بنصبهما مع

التنوين. قال الأحوص:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015