ويروى:

بين العقيق فشَخصٍ ... ذي قِضِينٍ كما يلوحُ الضّياءُ

قوله (أوقدتها بين العقيق)، معناه رأى النار بالعلياء ولم يدر أين موضعها من العلياء، حتى تأملها

فعلم أين هي من العلياء فقال بين العقيق - و (العقيق): مكان - وبين شخصين - وشخصان: أكمة

لها شعبتان - فعلم أن موقد النار كان بالعلياء بين العقيق وشخصين. وقوله (بعود) أراد الذي يُتبخر

به، وهو الألنجوج واليلنجوج، والألوة. يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال في صفة أهل

الجنة: (مجامرهم الألوة). وقال أبو دهبل:

تَجعل النَّدَّ والألوَّةَ والمِسْ ... كَ صِلاءً لها على الكانونِ

ولعل هذه المرأة التي ذكر لم تر عودا قط، ولكن الشعراء قالوا في ذلك فأكثروا. وما جعلوها كذلك

إلا لحبهم موقدي النار.

ثم قال: (كما يلوح الضياء)، أي كما يظهر الضياء. والضياء: الضوء. وضياء الفجر من هذا. ضياء

السراج وضياء النهار واحد.

والقضين: جمع قضة، وهي شجرة. ويقال: هذه قضون فاعلم، ورأيت قضين، فتفتح النون لأنها

مشبهة بنون الجمع. ومنهم من يقول هذه قضين ورأيت قضينا ونظرت إلى قضين، فتعرب النون

لأنها بمنزلة ما هو من الاسم.

ويروى: (أوقدتها بين العقيق وذي السدر). وذو السدر: موضع.

وفاعل أوقدت مضمر فيه من ذكر هند، والهاء والألف تعودان على النار، وهي والباء صلتان

لأوقدت، وشخصين نسق على العقيق، والكاف نصب به أيضا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015