ثَوَى في مَلحد لابدَّ منه ... كفَى بالموت نَأياً واغترابا
قال أبو عبيدة: ثوى الرجل وأثوى، إذا أقام. قال الأعشى:
أثَوى وقصَّر ليلةً ليزوَّدا ... فمضَى وأخلفَ من قُتَيلة مَوِعدا
وقال غير أبي عبيدة: يقال ثوى الرجل ولا يقال أثوى. وكان هؤلاء يروون بيت الأعشى: (أثوى)
بفتح الثاء، على معنى الاستفهام.
و (أسماء) رفع بفعلها، والباء صلة الفعل، وثاو خفض برب، أصله ثاوي فاستثقلت الكسرة في الياء
فألقيت، وأسقطت الياء لسكونها وسكون التنوين، ويمل منه الثواء صلة ثاو. لو رددت يمل إلى الدائم
خفضته على النعت فقلت ثاو مملول منه. الثواء رفع لأنه اسم ما لم يسم فاعله، ومن صلة يمل.
(بَعد عَهْدٍ لهَا ببُرقَةِ شَمَّا ... ءَ فأَدنى ديارِها الخَلْصاءُ)
ويروى: (بعد عهد لنا). ومعنى البيت: آذنتنا ببينها بعد عهدنا بهذا الموضع. و (شماء): هضبة
معروفة. والهضبة: الجبل من الرمل. و (البرقة) والأبرق والبرقاء: رابية فيها رمل وطين، أو طين
وحجارة مختلطان. ثم أخبر أن له عهدا بهذه المرأة في الخلصاء أقرب من عهده بها في برقة شماء.
و (الخلصاء): أرض.
وبعد صلة آذنتنا، واللام والباء صلتان للعهد، وشماء مخفوضة بإضافة البرقة إليها، إلا أنها نصبت
لأنها لا تجرى بمدة التأنيث التي فيها. وأدنى رفع بالخلصاء، والخلصاء به.
و (الديار): جمع دار. والأصل في دار دور، وديار في الجمع بمنزلة قولك عبد وعباد، وبحر
وبحار. ويقال في جمع الدار أيضا أدؤر ودور. والأصل في أدؤر