بها قيس أير أبيك! فغضب عمرو بن هند، وكان يؤثر بني تغلب على بكر فقال: يا جارية أعطيه لحيا بلسان -
يقول الحيه - فقال له النعمان: أيها الملك، أعط ذلك أحب أهلك إليك. فقال عمرو بن هند: أيسرك
أني أبوك؟ قال: لا، ولكني وددت أنك أمي. فغضب عمرو بن هند غضبا شديدا حتى هم بالنعمان،
وقام الحارث بن حلزة - وهو أحد بني كنانة بن يشكر - فارتجل قصيدته ارتجالا وتوكأ على قوسه.
فزعموا إنه انتظم بها كفه وهو لا يشعر من الغضب.
وقال أبو عبيدة: كان عمرو بن هند شريرا، وكان يقال له مضرط الحجارة لشدته، وكان لا ينظر
إلى أحد به سوء، وكان الحارث بن حلزة أيضا بنشد من وراء الحجاب لأنه كان أسلع، أي أبرص.
فلما أنشد هذه القصيدة أدناه حتى خلص إليه.
وقال قطرب: حكى لنا أن الحلزة ضرب من البنات. قال: ولم يسمع فيه غير ذلك.
وأخبرنا أحمد بن محمد الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن النطاح قال: حدثنا أبو عبيدة قال: أجود
الشعراء قصيدة واحدة جيدة طويلة ثلاثة نفر: عمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة، وطرفة بن عبد.
وقال أبو عبد الله: وقصيدة عمرو بن كلثوم التي عنى أبو عبيدة:
ألاَ هُبِّيّ بصَحنِكِ فصبَحينا
وقصيدة الحارث:
آذنَتْنا ببَينها أسماءُ
وقصيدة طرفة:
لخَولَة أطلالٌ بُبرقة ثَهمدِ