(لَيَسْتلبُنَّ أَبداناً وَبِيضاً ... وَأَسْرَى في الحديدِ مُقَرَّنينا)
ويروى: (وأسرى في الحديد مقنعينا). (الأبدان): الدروع. قال الأعشى:
وبيضاءَ كالنِّهى موضونة ... لها قَونسٌ فوقَ جيب البَدَنْ
معناه جيب الدرع.
واللام في قوله (ليستلبن) جواب لأخذ العهد؛ لأنه يمين. وقال الفراء: قال المفضل: هذا البيت الذب
أوله (ليستلبن) ليس هو من هذه القصيدة. قال الفراء: فجواب أخذ العهد محذوف لبيان معناه. قال الله
تبارك وتعالى: (فإن استطعتَ أن تَبتغي نفقاً في الأرض أو سُلَّماً في السماء)، فجوابه معناه أن
استطعت فافعل، فحذف الجواب لبيان معناه. قال امرؤ القيس:
فلو أنَّها نفسٌ تَموتُ سوِيَّةً ... ولكنَّها نَفْسٌ تَسَلقَطُ أنفُسا
أراد: فلو أنها نفس تموت سوية لانقضت وفنيت، فحذف الجواب لدلالة المعنى:
و (مقرنين): مغللين. و (مقنعين) معناه مستلئمين. والمستلئم: الذي عليه لأمته، وهي الدرع. قال
متمم بن نويرة:
ولا بكَهامٍ بَزَّه عن عدوّهِ ... إذا هو لاقَى حاسراً أو مقنَّعا
و (الحاسر): الذي لا سلاح ومغفر عليه. والكهام: الكال. والبز: السلاح. والمقنع: الذي عليه المغفر.