(إِذا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَى ... كمَا اضْطرَبتَ مُتُونُ الشَّاربينَا)
إذا ما رحن: إذا ما راح النساء يمشين الهويني، أي لا يعجلن في مشيهن. كما اضطربت متون
الشاربين، أي ينثنين في مشيهن ويتمايلن كما تفعل السكارى. وقال الآخر:
مشيَنَ كما اهتزَّتْ رماحٌ تسفَّهتْ ... أعاليَها مرُّ الرِّياحِ النَّواسمِ
الهوينى في موضع نصب، وسبيله أن يكتب بالياء لأنه يجرى مجرى متى.
(يَقُتْنَ جِيادَنا ويَقُلن لَسْتُمْ ... بُعولَتَنا إذا لمْ تَمنَعونا)
(الجياد): الخيل. وقوله (يقتن) من القون. قال الفراء: يقال قات أهله بقوتهم قياتة وقوتا، والقوت
الاسم. وأقات الشيء إقاتة، إذا اقتدر عليه. قال الله تعالى: (وكانَ الله على كلِّ شيء مُقِيتاً)، وقال
بعض المعمرين:
ثم بَعْدَ الممات ينشُرني مَن ... هُو على النَّشْر يا بنيَّ مُقِيتُ
أي مقتدر. وجاء في الحديث: (كفى للمري إثما أن يضيع من يقوت). ويروى (من يقيت) على ما
مضى من التفسير. ويقال: ما عنده قيتة ليلة وقيت ليلة، وبيتة ليلة وبيت ليلة.
وفي يقتن ضمير الظعائن، ويقتن جواب إذا، وما توكيد الكلام.
(إِذا لم نَحمِهنَّ فلا بقِينا ... لشَيءٍ بَعدهنَّ ولا حَيِينا)
ويروى:
إذا لم نحمهنَّ فلا تُركنا ... لشيءٍ بَعدهنَّ ولا بقينا
وقال أبو جعفر هذا البيت منحول. ورواه جماعة من الرواة غيره.