وقال الفرزدق:

أسَيِّدُ ذو خُرَيِّطة نهاراً ... من المتلقِّطي قَرَدَ القُمامِ

ويجوز أن يكون موضع الشاتمي والناذرين نصبا على الذم، ويجوز أن يكون رفعا على الذم،

بإضمار هما الشاتما.

(إِنْ يَفعَلاَ فلقَد تَركْتُ أَباهما ... جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ)

قوله (جزر السباع) معناه هو مقتول لها تأكله. و (القشعم): الكبير من النسور. والفاء جواب إن،

والأب اسم تركت، وجزر السباع خبره، وكل نسق على السباع. وقال أبو محمد الرستمي: روى هذا

البيت الذي فسرناه الأصمعي ولم يروه أبو عمرو:

(إِنِّي عَدَاني أن أَزورَكِ فاعلمِي ... ما قد عَلمِتْ وبَعضُ ما لم تَعْلمي)

(عداني) معناه شغلني. وما مرتفعة بعداني، وبعض نسق على ما.

(حالتْ رِماحُ ابنَيْ بَغيضٍ دُونكمْ ... وزَوتْ جَوانِي الحربِ مَنْ لم يُجرِم)

(ابنا بغيض): عبس وذبيان، يعني قتالهم في حرب داحس والغبراء. وقوله (وزوت جواني الحرب)

يقول: من لا جرم له زوته جريرة من أجرم. ومعنى زوته: حازته إلى ناحية لا يقدر أن ينفرد من

قومه، مخافة أن يقتل، كقول رؤبة:

وأزمعَتْ بالشرِّ أن تَلفَعَّا ... حَربٌ تضمُّ الخاذلِينَ الشُّسَّعَا

وأصل الانزواء والتقبض والاجتماع، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (زويت لي الأرض

فأريتُ مشارقها ومغاربها)، أي جُمعت. ويقال: انزوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015