وهي الغارة التي أغاروا فيها على بني تغلب فأصابوا النوار بنت عمرو بن كلثوم، وذلك اليوم يسمى يوم ذي طلح.
وقوله (سودا)، ما كان للحلب فالسواد فيه أبهى وأملأ للفناء. وهم يستحبون الحمر والصهب
للركوب.
والخوافي: الريش دون الريشات العشر من مقدم الجناح. والأسحم: الأسود. والحلوبة يقال في جمعها
حلائب، والخلية يقال في جمعها خلايا. قال أبو النجم:
يدفعُ عنها الجوعَ كلَّ مَدفَعِ ... خمسون بُسْطاً في خلايَا أربع
والاثنتان يرتفعان بفيها، والأربعون نسقٌ عليهما. والحلوبة منصوبة على التسفير عن العدد، وسُوداً
نعت للحلوبة.
فإن قال قائل: كيف جاز لسُودٍ وهو جمع أن يكون نعتاً لحلوبة وهي واحدة؟ قيل له: إنما صلَح هذا
لأن سُوداً في تقطيع الواحد، وهو على مثال قُفل وبُرد وخُرج.
ويجوز في العربية: أربعون حَلوبةً سودٌ، على أن يكون نعتاً للعدد المرفوع. أجاز الفراء: عندي
عشرون درهما جيادا وجياد، وقال: النصب على النعت للدرهم، لأن جيادا في تقطيع كتاب وحمار،
والرفع على النعت للعشرين. ومن قال هذا قال عندي عشرون رجلا صالحون، ولم يقل صالحين
على النعت لرجل، لأن صالحين لم يخرج على تقطيع الواحد. أنشد الفراء:
ألاَ أن جيراني العشيَّةَ رائحُ ... دَعَتْهم دواعٍ من هوىً وَمنادحُ
فقال جيراني ثم قال رائح بالتوحيد، لأن جيرانا في تقطيع عمران. والكاف التي في الخافية في
موضع نصب على النعت لحلوبة، والخافية مضافة إلى الغراب، والأسحم نعته.