(إِذْ تَسْتَبيكَ بِذِي غُرُوبٍ وَاضحٍ ... عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لذيذِ المَطْعَمِ)
قوله (تستبيك): تذهب بعقلك. وقولهم: سباه الله تعالى، معناه غربه الله جل وعلا. ويقال: جاء السيل
بعود سبى. وقوله بذي غروب، معناه: بثغر ذي غروب. وغروب الأسنان: حدها، واحدها غرب،
وغرب كل شيء: حده. وقوله (واضح) معناه أبيض. والوضح: البياض. والوضح: اللبن، سمى
وضحا لبياضه. قال الشاعر:
عقَّوا بسهم فلم يشعُر به أحدٌ ... ثم استفاءوا وقالوا: حبَّذا الوضَحُ
أي حبذا اللبن نشربه ولا نقاتل. عير قوما قبلوا الدية. ويروى: (إذ تتقيك بذي غروب)، أي تريك
ثغرها وتجعله بينك وبلينها، كانها تضحك في وجهك. يقال اتقاه بحقه وتقاه بحقه، أي جعله بينه
وبينه. قال الأصمعي: أنشدني عيسى بن عمر:
جلاها الصيَّقلونَ فأخلَصوها ... خِفافاً كلُّها يَتَقِي بأثرِ