بأزمعت. والمعنى أزمعت على الفراق، فلما أسقط الصفة نصب الفراق

بالفعل. انشد الفراء:

نُغالي اللَّحمَ للأضياف نِيّاً ... ونبْذله إذا نضج القدورُ

أراد: نغالي باللحم؛ فأسقط الصفة ونصب. وأنشد الفراء أيضا:

وأيقنتُ التفرّقَ يوم قالوا ... تُقُسّم مالُ أربَدَ بالسهامِ

أراد: وأيقنت بالتفرق.

والركاب اسم ما لم يسم فاعله، والباء صلة زمت.

(مَا رَاعَنىِ إِلاَّ حَمُولةُ أَهْلِهَا ... وَسْطَ الدِّيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ)

(راعني) أفزعني. يقال: راعني الشيء يروعني روعا، وارتعت له ارتياعا. ويقال: وقع ذلك في

روعي، أي في خلدي. ويقال: رجل رائع وامرأة رائعة، إذا كانا يروعانك من جمالهما إذا فاجأتهما

بالنظر. و (الخمخم) واحدتها خمخمة، وهو آخر ما يبس من النبت. فيقول: لم يبق شيء إلا الرحيل

إذا صارت تأكل حب الخمخم. وذلك انهم كانوا مجتمعين في ربيع أقاموا كله حتى ذهب ويبس البقل

فارتحلوا وتفرقوا. والاقتماع والاستفاف واحد، يقال: سففت الدواء أسفه، واستففته استفافا، إذا

اقتمحته. ويروى: (وسط الديار)، وروى أبو جعفر: (حب الحمحم) بالحاء غير معجمة، وقال: هو

آخر ما يبس من النبت، وهو الذي راعه لأنه يبس في أول الهيج. و (الحمولة): الإبل التي أطاقت

أن يحمل عليها. قال الله عز وجل: (ومن الأنعامِ حَمولةً وفرشاً)، فالحمولة: الإبل التي تطيق أن

يحمل عليها. والفرش: الصغار التي لا تطيق الحمل عليها. وقال بعض المفسرين: الحمولة: الابل؛

والفرش: البقر والغنم. وأهل اللغة على القول الأول. أنشد يعقوب وغيره:

له إبلٌ فَرشٌ ذواتُ أسنَّة ... صُهَابية ضاقت عليها حقوقُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015