(وَتَحُلُّ عَبْلةُ بالجِواءِ وأَهْلُنا ... بِالحَزْن فالصَّمَّانِ فَالمتَثَلِّمِ)
(الجواء): بلد. وقال أبو جعفر: الجواء بنجد، والحزن لبني يربوع، والصمان لبني تميم. وعبلة
مرفوعة بفعلها، والباء في البجواء صلة لتحل، والأهل يرتفعون بفعل مضمر، والباء الثانية صلته،
والتقدير: ويحل أهلنا بالحزن.
(حُيِّيتَ مِنْ طَلَل تَقادَمَ عَهْدُه ... أَقْوَى وأَقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَمِ)
قوله (حييت) دعاء له بالتحية. والتحية: السلام. والتحية: الملك أيضا؛ من ذلك قولهم: التحيات لله،
معناه الملك لله تبارك وتعالى. قال عمرو بن معد يكرب:
أسير به إلى النعمان حتَّى ... أُنيخَ على تحيَّته بجُنْدِ
أي على ملكه. ويقال: التحيات لله، معناه السلام على الله. قال الكميت:
ألاَ حُيِّيتِ عنَّا يا مَدِينا ... وهل بأسٌ بقولِ مسلِّمينا
وتكون التحية البقاء. قال زهير بن جناب الكلبي:
ابَنَّي أن أهلك فإ ... ني قد بنيتُ لكم بنَيَّه
وتركتكم أولادَ سا ... دات زنادُكمُ وريَّه
مِن كلِّ ما نال الفتى ... قد نلتُه إلاّ التحيه
معناه إلا البقاء فإنه لا ينال. ويقال حياك الله وبيَّاك، فمعنى حياك ملكك، ومعنى بياك أضحكك. ولهذا
تفسير طويل قد مضى في (كتاب الزاهر). ومن قال: حياك الله، بمعنى أبقاك الله، فحياك بمنزلة
قولهم: كرمك الله وأكرمك. و (الطلل):